عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله :
(( يقول الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )) ثم تلي النبي قول الله عز وجل : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
عن أبي هريرة رضي الله عنه : قلنا يا رسول الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة ، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا ( دنونا واقتربنا من النساء والأولاد ) قال :
(( لو تكونون على كل حال على الحال الذي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم )) قال : قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟
قال : لبنة ( اللبنة : هي القالب المستعمل في البناء وقد يكون من طين أو حجر أو غيره ) من ذهب ولبنة من فضة وملاطها ( الملاط : الطينة أو الطلاء أو ما يسد ما بين اللبنات ) المسك ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، ومن يدخلها ينعم ولا يبأس ، ويخلد ولا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ))
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في حادي الأرواح :
فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران ، وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن . وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر . وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب .
وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب .
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل . وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل .
وإن سألت عن أنهارها فأنهارُ من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى .
وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون .
وإن سألت عن شرابهم فالتسنين والزنجبيل والكافور .
وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير .
وإن سألت عن خيامها وقبابها فالخيمة الواحدة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام .
وإن سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا يكاد تناله الأبصار .
وإن سألت لباس أهلها فهو الحرير والذهب .
وإن سألت عن فرشها فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرتب .
وإن سألت عن وجوه أهلها وحسنهم فعلى صورة القمر .
وإن سألت عن أسنانهم فأبناء ثلاث وثلاثين على صورة آدم عليه السلام أبى البشر .
وإن سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين وأعلى منه سماع صوت الملائكة والنبيين ، وأعلى منها خطاب رب العالمين .
وإن سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها فنجائب إن شاء الله مما شاء تسير بهم حيث شاءوا من الجنان .
وإن سألت عن حليهم وشارتهم فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان .
وإن سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون .
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي قال : (( إن أول زمرة يدخلون الجنة : على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّىّ في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يَتَغَوَّطون ، ولا يتفُلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوَّةُ – الألنوج عود الطيب – أزواجهم الحور العين ، على خلق رجُلٍ واحدٍ على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء ))
انتظرونا فى التدوينات القادمة ومع الجنة نحيا